من العبادات الدينية ، ومنها ما هو متعلق بانقضاء الأجل والوفاة كصلاة الجنازة التي تُصلى على الميت ، ولصَلاة الجَنازَة عدة أحكام وشروط وكيفيّة تميزها عن غيرها من الصلوات التي شرعها الله عز وجل ، وقد صَلّاها الرّسول صلّ الله عليه وسلّم على موتى المسلمين في حياته، وتَبِعَه في ذلك الصَّحابة وسار على نهجه المسلمين ، و صلاة الجنازة كصلاة الفريضة لكنه لا ركوع فيها ولا سجود.
صلاة الجنازة
صلاة الجنازة هي تلك الصلاة التي يصليها العبد على المتوفى من باب التعبد لله عز وجل ، ويقصد بالجنازة جمع النعش والمشيعون والميت ، وهي أيضًا الشيء الذي يثقل على قوم فيغتمون به ، ويقال جِنازة أو جَنازة والجمع جنائز.
فضل صلاة الجنازة
تعتبر صلاة الجنازة سبب من أسباب التخفيف عن الميت والشفاعة له بإذن الله ، خاصةً إن كان المصلون كُثر ، فعن مالك بن هبيرة أنه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم : “ما من مؤمن يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف إلا غفر له. فكان مالك بن هبيرة يتحرى إذا قل أهل الجنازة أن يجعلهم ثلاثة صفوف”. رواه الخمسة إلا النسائي.
وعن ابن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول : ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه. رواه أحمد ومسلم وأبو داود. وعن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال: “ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه”. رواه أحمد ومسلم والنسائي والترمذي وصححه.
وعن ثوابها أيضًا أن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان” قيل وما القيراطان قال: “مثل الجبلين العظيمين”. متفق عليه.
كيفية أداء صلاة الجنازة
في البداية على المصلي أن يكبر التكبيرة الأولى ثم يستفتح أي يقوم بقراءة الفاتحة ، وبعدها يكبر التكبيرة الثانية ويقوم بترديد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصلاة الإبراهيمية التي نقرؤها صلواتنا اليومية ، ويكبر بعدها التكبيرة الثالثة ويبدأ في الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة ، وأن يبدله الله خيراً من أهله ويخفف عنه وطأة الحساب ، ثم يكبر التكبيرة الرابعة وفيها يدعو لنفسه ولجميع المسلمين سواء كانوا أحياءًا أو أمواتاً.
ومن أفضل الأدعية التي يمكن قولها في صلاة الجنازة ، ما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلّ الله عليه وسلم كان دعاؤه في صلاة الجنازة قوله: “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيرا من داره وأهلا خير من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار”.
- وما ثبت في السنن أن الرسول صلّ الله عليه وسلم كان إذا صلى بصلاة الجنازة قال: “اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان”.
وما جاء أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي إذا صلى على جنازة كان يقول: “اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده”.
وبعد التكبيرة الرابعة والدعاء يسلم المصلي إن شاء وإن شاء زيادة التكبيرات فليزدها، فمن الممكن أن يصليها بأربعة تكبيرات أو خمسه أو سته كيفما شاء ، ويدعي في تلك التكبيرات بالأدعية التي يرغب في قولها
شروط وحكم صلاة الجنازة
من شروط أداء صلاة الجنازة النية واستقبال القبلة ، وطهارة وإسلام المصلي والمصلى عليه ، وستر العورات واجتناب النجاسة ، وحضور المصلي للجنازة إن كان بالبلد . وصلاة الجنازة فرض كفاية ، أي أنه إذا فعلها البعض سقط الإثم عن الآخرين، أما إن تركها الكل فقد أثموا جميعًا.
أركان صلاة الجنازة وسننها
أما عن أركان الجنازة: فهي القيام والتكبيرات الأربع، ثم قراءة الفاتحة والصلاة على النبي r والدعاء للميت والترتيب والتسليم. أما عن السنن فهي رفع اليدين عند التكبير في كلٍ من التكبيرات الأربع ، والاستعاذة قبل القراءة وفيها ، مع قيام المصلي بالدعوة لنفسه وللمسلمين ، وأن يقف بعد التكبيرة الرابعة وقبل أن يسلم ويضع يده اليمنى على اليسرى ، ثم يلتفت على يمينه في التسليم.