رؤية الاسد في المنام ابن سيرين
الاسد:
الأسد: سلطان قاهر جبار، لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه. ويدل على المحارب، وعلى اللص المختلس، والعامل الخائن، وصاحب الشرط، والعدو الطالب. وربما دل على الموت والشدة، لأن الناظر إليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه. ويدل على السلطان المختلس للإنسان الظلم للناس، وعلى العدو والمسلط. فمن رأى أسداً داخلاً إلى داره، فإن كان بها مريض هلك، وإلا نزلت بها شدة من سلطان. فإن افترسه خلسة ونهب ماله أو ضربه أو قتله، إن كان قد أفاق في المنام روحه، أو قطع رأسه، أو فلقه.
وأما دخول الأسد المدينة :
فإنه طاعون أو شدة أو سلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر ما معه من الدلائل في اليقظة والمنام، إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر، فإنه سلطان يجورِ على الناسِ وينالهم منه بلاء ومخافة. ومن ركب الأسد ركب أمراً عظيماً وغرراً جسيماً، إما خلافاً على السلطان وجسراً عليه واغترابه، وإما أن يركب البحر في غير إبانة، وإما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر، فيستدل على عاقبة أمره، بزيادة منامه ودلائله. ومن نازع أسداً فإنه ينازع عدواً أو سلطاناً أو من ينسب إليه الأسد. ومن ركبه وهو ذلول له أو مطوع، تمكن من سلطان جائر جبار. ومن استقبل اغلأسد أو رآه عنده ولم يخالطه، أصابه نوع من سلطان ولم يضره. ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد، نجا من أمر يحاذره. ومن أكل لحم أسد أصاب مالاً منِ سلطان وظفرٍ بعدوه، وكذلك إن شرب لبن لبؤة. فإن أكل لحم لبؤة، أصاب سلطاناً وملكاً كبيراً.
وجلد الأسد مال عدو، وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان. ومن رعى الأسود صادق ملوكاً جبارين. ومن صرعه الأسد أخذته الحمى، لأن الأسد محموم. ومن خالطه الأسد وهو لا يخالفه، فإنه يأمن شر عدوه، وترتفع من بينهما العداوة، وتثبت الصداقة. ومن ركبه وهو يخافه، أصابه بلاء. وجروِ الأسد ولد. وقيل من رأى كأنه قتل أسداً، نجا من الأحزان كلها. ومن تحول أسداً صار ظالماً على قدر حاله. وقيل اللبوة ابنة ملك.
وحكي :
أن رجلاً أتى محمد بن سيرين فقال: رأيت كأن في يدي جرو أسد، وأنا احتضنته. فلما رأى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلاً، فقال: ما شأنك وشأن بني الأمراء؟ لما رأى من رثاثة حاله، ثم قال: لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء. فقال الرجل أي والله.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أخذ ت جرو أسد وأدخلته بيتي، فقال تطابق بعض الملوك. ورأى يزيد بن المهلب أيام خروجه على يزيد بن عبد الملك، أنه على أسد في محفة، فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة، فقال: يركب أمراً عظيماً ويحاط به
الأسد يهاجمك أو يطاردك هروب أو أليف:
الأسد الذي يسمى ملك الغابة والذي يعد أكثر الحيوانات البرية قوة وشراسة، وهو أكثر الحيوانات التي يخافها الإنسان لأنه مفترس يمكن أن يقتل الشخص، وقليل منها الأليف بل ويمكن أن يتغير مزاج الأليف ليعود شرسا، لذلك فهو الأكثر خطرا من بين الحيوانات التي تعيش بالغابة لسرعته وقوته وفتكه.
وفي المنام والأحلام فالأسد قد يأتي بصورة مشابهة للواقع في صفاته وطبيعة حياته، وقد يكون غير ذلك من خلال تعامله مع البشر بطرق غير مألوفة في الحقيقة الحياتية لأن الأحلام مخالفة للواقع، وهذا ما يجعل للأسد الكثير من الحالات في المنام لتفسيرها.
دلالة رؤيا الاسد في المنام
يدل رؤيته في المنام على سلطان جائر شديد الظلم ومتسلط بجرأة على من يحكمهم، كما يدل على كل شيء قوي في الحياة مثل قوة الأسد، فالموت أيضا من تلك القوى التي لا يمكن تجاهلها فقد يدل على الموت أو قربه، وفي تفسيرات لبعض الحالات يدل على الشفاء من الأسقام والأمراض.
أما في صفات الأسد فيدل رؤيته على التكبر والخيلاء والجهل والضياع، فالحقيقة أن كل متكبر جاهل، ويقال بأنه عدو سيواجه الرائي أو يسلط عليه.
تفسير رؤية الاسد في المنام
يفسر رؤية قرب الأسد من الرائي بأنه هم ومصيبة، فإن كان الأسد لا يراك والرائي يراه فإنه ينجو من المكائد والمصائب أو مما يخاف حدوثه، ولكن من رآه الأسد واقترب منه أكثر حتى لو لم يؤذيه فإنه سينال هم ومصيبة من شخص مسئول ثم ينجو منها ما لم يضره الأسد.
أما من آذاه الأسد أو هاجمه ولم يقتله فإنه سيصاب بمحنة طويلة مثل السجن أو مرض قد يقضيهما في طاعة وصبر، أما من صارع وقاتل الأسد عند هجومه مرض مرضا يتلف جسده ويخر به قواه، لأن البشر ليست بقدرة الأسد في الصراع.
ويفسر أيضا قرب الأسد ورؤيته في مكان مجاور في حال كان الخوف يتمالك الرائي، فإن كان الأسد لا يراه فإنه يكون في مأمن من عدو وفتنة، أما إن رآه الأسد دون أن يهاجمه فازداد خوفه فستكون مكيدة من شخص له سلطة لن تضر الرائي، وإن كان الرائي ليس له علاقة بأحد من رجال السلطة وكان بسيطا في حياته فإنها تدل على قرب الأجل.
الخوف من الاسد في المنام والهروب منه أو مطاردته
من كان يسير أو رأى في الطريق أسدا هائجا أو يهاجم الناس فإن الرائي يظلم بعضا من الأشخاص في أمور حياته أو قد ظلمهم في أمر حدث قريبا وهم لم ينسوا ظلمه، بل فروا بعيدا عن بطشه وظلمه، أما من ركب على ظهر الأسد أو مشى به وهو خائف منه فإنه سيصاب بمصيبة أو بلاء شديد.
ومن هرب من أسد واختبأ دون أن يراه الأسد أو يشعر به فإنه يحصل على العلم والحكمة ويقال أنه ينال معرفة لأمور كانت مخبأة تفيده في تحسين حياته، أما من هاجمه الأسد ولحق به وهرب منه فإنه سيكون ضعيفا في قراره أو سيظلمه شخص ذو منصب، أو انه يسجنه لمدة من الزمن، أو أنه سيواجه شخص قد ظلمه مسبقا وسيكون المظلوم أعلى من الرائي سلطة وقوة في هذا الوقت فيذله ويقتص منه، والله تعالى أعلم بكل أمر.